الجمعة، يونيو ٣٠، ٢٠٠٦

الانتخاب والانتحاب

ها قد وضعت الانتخابات أوزارها، وها قد تجلّت التغييرات -وكثير منها مبشّر ومفرح- في أطوارها.
لعلّكم تابعتم الكثير من الملتقطات الانتخابية، لكن ما رأيكم بملتقطات "انتحابية"؟


الانتحاب الأوّل: الرشوة الانتخابية ودور الفن

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

"فيديو كليب" لمشاري العفاسي بعنوان "ما هي للبيع الكويت". ها هو العفاسي يلّقن "الفنانين" درسا في كيف يجب للفن أن يكون، الفن في خدمة المجتمع وفي خدمة القيم.

جرأة من العفاسي تستحق التصفيق، ونحيب على حال "الفن" الذي لا وصف صار يليق به سوى "عفن".


الانتحاب الثاني: مجتمعات تقتات على الإشاعات

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو (وعذرا لعدم وضوح التسجيل)


مقطع قمتُ بتصويره عند إحدى مراكز الاقتراع النسائية حيث كانت بعض المؤيدات يهتفن لصالح أحد المرشحين الإصلاحيين (خسر بفارق 23 صوتا فقط) الذي حيّاهن بعد خروجه.
وبغض النظر عن تصرّف المشجعات الذي قد أختلف معه، لكن يبدو أن هذا الالتفاف لم يعجب البعض، وبمجرد ابتعاد المرشح أطلق البعض شائعة مفادها أن الشيخ سعد قد توّفي، ويالها من طريقة قبيحة، وافتراء ممجوج للإسكات. أسلوب مجتمعي سائد، أسلوب يستجلب النحيب.



الانتحاب الثالث: مثل أبيهم

سألت زميلتي في العمل عمن ستنتخب فأجابتني "مثل أبونا". وبغض النظر عن كون كثير من النساء غير قادرات على اتخاذ قراراتهن ويدرن في فلك آراء أزواجهن، المثير للقلق أكبر من ذلك. فـ"أبونا" اختار المرشحَيْن الذين ينوي التصويت لهما بناءً على نتائج الانتخابات الفرعيّة الممنوعة قانونا. وفي هذا الموقف نحيبان:


1- مع كل احترامي لأخوتنا المنتمين إلى القبائل، ولكن القبيلة خرجت من إطارها الاجتماعي، لتتحول إلى كيان سياسي يخرق القانون (الانتخابات الفرعية والتصويت بناء على الانتماء القبلي)، بل أنّها كثيرا ما تتحول إلى كيان ديني حين تُجيّر الفتاوى ويُعبث بالنص الديني من أجل اعتبارات اجتماعية قبليّة.


2- كلمة "أبونا" كثيرا ما تحيّرني. أنوّه هنا أن زميلتي هذه ليست مسيحية، فالمسيحيون يكثرون من استخدام عبارة "أبونا". طبعا زميلتي تعني بالكلمة زوجها. لكن لِمَ تخجل النساء من تسمية زوجها باسمه، أو القول زوجي؟ كنت أعتقد لفترة طويلة أنّ الرجال (المتخلفين منهم) هم من يتحرّجون من ذكر اسماء زوجاتهم، لكن يبدو أن عدوى الجفاء الزوجي امتدت.

فالزوجة هي أم العيال، وآلة إنتاج الأرانب، ومحضّرة الطعام (مولينكس؟ وكل اممممم وراءها مولينكس). هي كل شيء، لكنّها لم تعد حبيبته.
والزوج، هو أبو العيال، و"أبونا"، والمسؤول عن توليد المال والالقاء به في يد الزوجة. هو كل شيء، لكنه لم يعد حبيبها.


وَيْ، وَيْ (وهذا اسم فعل متستخدم في الفصحى وليس عاميّا كما نعتقد)، لقد خرجت عن الموضوع! :)


كلَّ انتخابات وأنتم أقل نحيبا، كلَّ انتخابات وكلكم نجيب.


إضافة وتوضيح للمعاتبين:

لا تأخذوا الأمر بحساسية شخصية، فأذا نبشت في التاريخ سأجد أن أسرتي تعود لقبيلة ما بدورها.
أنا هنا لا أنال من القبيلة، بل من القبليّة. هل رأيتم كيف يمكن تغيير المعنى عبر تغيير مواقع الحروف؟ :)

التسميات: