الأربعاء، نوفمبر ٠١، ٢٠٠٦

هكذا من صارع الدهر صُرع

خير أيام الفتى يوم نفـــع***واصطناع الخير أبقى ما صنع

ما يُنـــال الخير بالشر ولا***يحصــــد الـــزارع إلا مــــا زرع

ليس كل الدهر يوماً واحداً ***ربما ضاق الفتى ثم اتســــع

خذ من الدنيا الذي درّت به***واسلُ عما بان منها وانقطع

إنمـا الدنيا متـــــــــاع زائــل***فاقتصد فيه وخـذ منه ودع

وارض للناس بما ترضى به***واتبع الحق فنعم المتبــــــع

احمد الله على تدبيــــــــره***قدّر الـــرزق فأعطى ومنــــع

سُمت نفسي ورعاً تصدُقه***فنهاها النفس عن ذاك الورع

و لنفسي حين تُعطـى فرح***واضطراب عند منــــع و جزع

ولنفسي غفــــلات لم تزل***ولها بالشيء أحيـــــانا ولع

للتقي عاقبـــــــــة محمودة***والتقي المحض من كان ورع

وقنوع المرء يحمي عرضــه***هل قريـر العين إلا من قنــــــع

إنما الدنيـــا على ما جُبلت***جيفة نحن عليها نصطـــــــرع

فسد الناس و صاروا إن رأوا***صــالحا في الدين قالوا مبتدع

عبر الدنيا لنا مكشــــــــوفة***قد رأى من كان فيها وسمع

و أخو الدنيـــــــــا غداً تصرعه***فبأي العيش فيها ينـتـفـــــــع

و أرى كل مقيــم زائــــــــــلا***وأرى كل اتصـــــــال منقطـع

يصرع الدهــر رجــــالا تــــارة***هكذا من صارع الدنيا صُـــرع
والدرر أعلاه لأبي العتاهية

التسميات: