الثلاثاء، أبريل ٢٤، ٢٠٠٧

هل التجارة شطارة؟ حتى في مجال الإعلام الدعوي؟


في الحقيقة كنت أريد أن أحتفظ بالمواقف التي حدثت لي لنفسي لأني كنت أظن أنها حالات فردية حدثت معي وحدي ولا يمكن تعميمها. لكن هذا الموضوع للأخ Kuw Son شجعني على كتابة ما أكتب.

تعرضت لكثير من عمليات بخس الحقوق خاصة في يفاعتي، لكن لم تحرك فيني شعرة إلا تلك التي أتت من أناس على دين وأحمل لهم في القلب معزة لدورهم في خدمة الدعوة. هنا تكون الغصة على سمعة الدين، لا على الموقف غير اللطيف الذي أكون تعرضت له شخصيا.

سأقص عليكم قصة -وقد أتبعها بثانية- حدثت معي دون أن أذكر أسماء الجهات حتى لا أقع في الغيبة أولا وحتى لا تكشف هويتي ثانيا :) فأحد الأسباب التي دفعتني عالم التدوين هو أنه بإمكاني الكتابة دون أن يعرف أحد من أنا أو يعاتبني و"يشره علي" بسبب ما كتبت. إنه سقف الحرية الذي لا أريد التخلي عنه.

بسم الله نبدأ:

اتصل بي أحد الزملاء وقال لي هل يمكن أن أعطي رقمك لفلان الفلاني مدير الشركة الفلانية لأن لديهم مشروع وطلبوا مني ترشيح أحد له.
فقلت له: توكل على الله. وجزاك الله خيرا على ثقتك.

اتصل بي مدير الشركة وشرح لي المشروع وهو مشروع إعلامي يراعي الضوابط الشرعية، والمشروع فعلا رائع ومميز. وحددنا موعدا للاجتماع للاتفاق حول التفاصيل في مقر شركتهم.
جئت حسب الموعد وتكلمنا عن الفكرة وتفاصيلها والدور المطلوب مني والمهام الموكلة إلي. وبكلامه هو أني سأقوم بمهام المسؤول التنفيذي للمشروع. وأردف أن المشروع ضخم وواعد وقد يحتاج منا في البدايات إلى عمل 24 ساعة في اليوم بل أكثر. لكن سيكون معك فريق عمل وطلب مني ترشيح بعض الأسماء.

وإلى هنا، كل شيء تمام، والدنيا ربيع والجو بديع. :)

- سألته: هل سيكون في المشروع إعلانات تجارية؟

- مدير الشركة: نعم.

- عندها بادرته (مستفيدة من تجاربي السابقة): كيف هو نظامكم؟ هل سيكون هناك عقد مثلا؟

لحظتها تغير وجهه إلى ألوان الطيف كلها. وللأمانة لم يكن منزعجا من سؤالي، بل هو شخص لطيف جدا ومهذب، لكن علامات الصدمة والدهشة ظهرت على وجهه. بالكويتي يعني "طقته البوهة". P:

- عندها قال: سيكون هناك إعلانات لكن المشروع دعوي والتكلفة السنوية مبلغ وقدره ... الخ (الأخ يعترف بأن لكل شيء تكلفة إلا جهدي!)

- فقلت له: لكن المشروع تجاري. ومن حقي أن يكون لي مكافأة لجهدي. وإذا لم يكن المشروع تجاريا أصلا، لم تقدمون عليه؟

- فقال: نحن وصلنا إلى مرحلة الريادة في مجالنا، وهذه فكرة جديدة، وسمعتنا تحتم أن نكون نحن الرواد في المجال.

قلت في نفسي هل يعقل أن يقدموا على الأمر دون دارسة جدوى وهم أهل السوق وخاصته. امتعضت وسكتت.

ثم قال: على العموم، سننتقل قريبا إلى مقر جديد وسنخصص لك مكتبا.
- عندها قلت في نفسي: "ناقص علي مكاتب"! هل قال له أحد أني في حياتي لم أر مكتبا!

- ثم تابع: سيعمل معنا مشاهير في المجال الفلاني. وذكر بعض الأسماء.
أيضا أسررت في نفسي وقلت: ماذا؟ هل أنا مراهقة متيّمة مثلا ومستعدة للعمل مجانا لأحصل على توقيع فلان الفلاني أو أتصور معه أو أحظى بشرف الحديث معه؟

- قلت له بحزم: أنا أفضل أن تكون الأمور واضحة وأن يكون هناك عقد.

- قال: "شنو في بالج؟ مكافأة شهرية؟ راتب؟ مكافأة مقطوعة؟ قولي جم، لا تستحين؟"
- (لووول) لم أكن أعلم أن الشركات تتصل بشخص وتطلب منه العمل عندها أي أنها تشهد له بالكفاءة، ثم تقول له "جم تبي؟" الساعي هو من يعرض وليس المسعي وراءه. وسؤاله ينم أن الموضوع لم يخطر بباله أصلا وأنه كان فعلا يفترض أني سأعمل مجانا.

- قلت له: أنت الآن تقدم لي عرضا لوظيفة، أنت من يقدم العرض ويحدد الأجر وإذا كان الأمر يناسبني أوافق إن شاء الله.

- قال: "زين. أفكر وأشاور واتصل فيج."

ومن يومها لا حس ولا خبر طبعا :)

صحيح أن لي نشاطات تطوعية، لكن كل نشاطاتي التطوعية مع جهات غير ربحية وليس من شركات تجارية مسجلة في غرفة التجارة والصناعة. فلم يعتقد البعض أنه يمكنه أن يعمل مشروعا تجاريا ويحصل على موظفين مجانا فقط لأن للمشروع طبيعة دينية. عجبي!

أحبائي، أنتم بهذا تشوهون سمعة العمل الإسلامي عندما تخلطون ما هو تجاري بما هو تطوعي. هذه نقرة، وتلك نقرة أخرى.

التسميات:

3 Comments:

At الأربعاء, ٢٥ أبريل, ٢٠٠٧, Blogger Kuw_Son said...

والله صج ناس ما تستحي !!

على بو انه المشروع ذا طبيعة دينية يبون يقصون على العالم و يشغلونهم سخرة و مجانا !!

العبوا غيرها يا جماعة !!

و هذا من صجه قاعد يقولج .. ترى شخصيات معروفة بتشتغل معانا !! و شنو يعني !!؟

إغراءات ما تنقال إلا حق واحد مراهق يمكن .. لا وبعض المراهقين ما يعجبهم !!

و الله هالناس ما أدري متى تفرق بين العمل التجاري و العمل التطوعي !!

 
At الخميس, ٠٣ مايو, ٢٠٠٧, Anonymous غير معرف said...

والله حالة!
شنو اسم هالجهة؟ ممكن نعرف؟

 
At الخميس, ٠٣ مايو, ٢٠٠٧, Blogger Catism القطويّة said...

شكرا لمرورك أخي Kuw Son.
فعلا، عليهم أن يلعبوا غيرها!


أخي مجهول،
كتبت ما كتبته من باب "الفضفضة" لا من باب التشهير ولا التشفي، فاعذرني إن امتنعت عن ذكر الاسم.

 

إرسال تعليق

<< Home